رسالتي الى القائد الإنسان صاحب السمو الملكي الامير متعب ابن عبدالله ابن عبد العزيز وزير الحرس الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الأَوَّل بِلا أَوَّل كَانَ قَبْلَهُ . والاخِر بِلاَ آخِر يَكُونُ بَعْدَهُ . الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ . ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً ، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ إرَادَتِهِ، وَبَعَثَهُمْ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِهِ. لا يَمْلِكُونَ تَأخِيراً عَمَا قَدَّمَهُمْ إليْهِ، وَلا يَسْتَطِيعُونَ تَقَدُّماً إلَى مَا أَخَّرَهُمْ عَنْهُ، وَ جَعَلَ لِكُلِّ رُوْح مِنْهُمْ قُوتَاً مَعْلُوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ لاَ يَنْقُصُ مَنْ زادَهُ نَاقِصٌ، وَلاَ يَزِيدُ مَنْ نَقَصَ منْهُمْ زَائِدٌ. ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِي الْحَيَاةِ أَجَلاً مَوْقُوتاً، وَ نَصَبَ لَهُ أَمَداً مَحْدُوداً، يَتَخَطَّأُ إلَيهِ بِأَيَّامِ عُمُرِهِ، وَيَرْهَقُهُ بِأَعْوَامِ دَهْرِهِ، حَتَّى إذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ، وَ اسْتَوْعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ، قَبَضهُ إلَى ما نَدَبَهُ إلَيْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوَابِهِ أَوْ مَحْذُورِ عِقَابِهِ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساءُوا بِمَا عَمِلُوا ، وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى وأصلي وأسلم على سيدنا محمد ابن عبدالله الصادق الأمين.
أما بعد:
بعد خدمة خمسة وثلاثون عاماً وخمسون يوماً صدر هذا اليوم قرار تقاعدي اعتباراً من ٢٠ /٩ /١٤٣٧هـ .
وبذلك ترجلت عن صهوة جوادي الذي كان رفيق دربي منذ أن شُرفت بإعلان اسمي ضمن مدرسة تصنع الرجال في كليه الملك خالد العسكريه التي من خلالها تشرفت بخدمة ديني ومليكي ووطني بكل ما أملك من جهد وعلم ومعرفه .
و تقلدت العديد من المناصب القيادية التي أتاحت لي الفرصة على أن أكون طالباً في مدرسة من يعملون تحت قيادتي من ضباط وصف ضباط وجنود من عموم مناطق المملكة . ومعلماً ومربياً لهم بكل ما تعلمت لتأهيلهم على أداء عملهم جاعلاً الإنسانية لي نبراساً في التعامل معهم وإعطائهم حقوقهم خوفاً من الله جل جلاله لا خوفاً من خلقه. وعملاً بمبدأ احترام الخلق من إجلال الخالق سبحانه وتعالى . .
حصلت خلالها على ١٣وساماً منها وسام الإتقان للمرة الثالثة . قال الله جل وعلا في محكم كتابه
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ }.. صدق الله العظيم.
ولذلك أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدا لله بن عبدا لعزيز القائد الإنسان الذي نهلنا من مدرسته الإنسانية بأجمل صورها والأدب بأرقى سماته والعسكرية بأمثل انضباطها . والولاء بأجمل معانيه والعلم بكل ما يعنيه، بتوجيهاته حصلت على العديد من الدورات التخصصية في المجال العسكري خارج المملكة وداخلها . شكراً أيها القائد، شكراً أيها المعلم، شكراً أيها الأمير الإنسان متعب بن عبدا لله بن عبدا لعزيز، والشكر موصول لوكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي صاحب السمو الأمير خالد بن فيصل آل سعود وإلى صاحب السمو وكيل الحرس المساعد للشؤون الفنية الأمير محمد بن جلوي و عموم قيادات الحرس الوطني الذين عملت تحت إدارتهم وتعاملت معهم، ولعموم زملائي الضباط وصف الضباط والأفراد الذين عملوا تحت قيادتي متمنياً التوفيق والسداد لعموم الزملاء الضباط الذين ما زالوا في العمل ورسالتي لهم أن يضعوا الله نصب أعينهم في كل قول وعمل . وفي الختام . أسأل الله جل وعلا أن يحمي وطننا من كل مكروه ويديمه عزا وفخرا للإسلام والمسلمين تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته الرشيده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته